العلم نور و الجهل ظلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العلم نور و الجهل ظلام

تبادل افكار و ثقافة عامة دردشة اصدقاء


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

مقالات ادبية الجزء 4

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1مقالات ادبية  الجزء 4 Empty مقالات ادبية الجزء 4 الخميس يونيو 06, 2013 8:21 pm

samir

samir
Admin

تطور الشعر الاجتماعي و خصائصه:
الشعراء مصابيح أممهم قناديل تضيء المجاهل والدروب للأمم المتخبطة في دياجير الجهل والفقر والضياع.
تعريف الشعر الاجتماعي:
هو الذي يتناول قضايا المجتمع بشيء من التفصيل فيبرز الداء ويصف الدواء يضخم الداء حتى تحس به الأمة فتستأصله من جسدها كما يستأصل المرض الخبيث من الجسم العليل.
أما عن الأسباب التي جعلت الشعراء في العصر الحديث يهتمون بالشعر الاجتماعي فهي كما يلي:
-كثرة المشاكل وتنوعها – انتشار الوعي والروح القومية – تفاعل الشعراء مع محيطهم وإحساسهم بمشاكل المجتمع – وإدراكهم لدورهم الفعال في تحذير المجتمع من مغبة التردي والانحطاط ودفعه نحو السمو.
والشعر الاجتماعي هو الذي يتناول حياة الناس العادية اليومية كالعدالة الاجتماعية والفقر العمل الأمراض الاجتماعية والآفات الخلقية ومشاكل المرأة والعمال التعليم والدين...
مراحل تطور الشعر الاجتماعي:
والآن لنعد إلى الوراء لمعرفة مدى اهتمام الشاعر العربي القديم بالمجتمع الذي يعيش فيه.
- العصر الجاهلي:
كانت حياة الناس فيه بسيطة-تعتمد على الحياكة والدباغة والزراعة لذلك اقتصر الشعر الاجتماعي على أبيات معدودة ترد ضمن قصائد المدح فهذا زهير بن أبي سلمى يتناول ظاهرة الكرم بقوله
إذا السنة الشهباء بالناس أجحفت ****ونال كرام المال في الحجرة الأكل
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم ****قطينا بها حتى إذا نبت البقل
وهذا عروة بن الورد يصور مكانة الفقير في المجتمع بقوله:
ذريني للغنى أسعى فاني **** رأيت الناس شرهم الفقير
- في صدر الإسلام وعصر بني أمية:
تناول الشعراء بعض المسائل ذات الطابع الاجتماعي فهذا معن بن اوس يعارض من يبغض النساء بقوله:
- رأيت أناسا يكرهون بناتهم ***وفيهن لا تكذب نساء صوالح
ومن الشعراء من نبه إلى ما يضر حياة الناس فهذا كعب الاشقري يحذر عمر بن عبد العزيز ويبين له حقيقة ولاته بقوله: إن كنت تحفظ ما يليك فإنما **** عمال أرضك بالبلاد ذئاب
العصر العباسي:
نظم الشعراء بعض المقطوعات في الشعر الاجتماعي تفتقد إلى العمق وتتميز بالذاتية ولا تقدم صورة واضحة عن المجتمع إلا أن ابن الرومي كتب مقطوعات جيدة يقول:
نحن أحياء على الأرض وقد **** خسف الدهر بنا ثم خسف
أصبح السافل منا عاليا **** وهوى أهل المعالي والشرف
ويصف حمالا بائسا بقوله: رأيت حمالا مبين العمى **** يعثر في الاكم وبالوهد
- عصر المماليك والعثمانيين ( عصر الضعف ):
ساءت الأحوال الاقتصادية والاجتماعية بسبب تهالك الحكام على ثروات الشعوب يقول شهاب الدين الأعرج في وصف هذا الوضع:
وكيف يروم الرزق في مصر عاقل **** ومن دونه الأتراك بالسيف والترس
-في العصر الحديث:
استقل الشعر الاجتماعي في قصائد خاصة حيث ترك الشعراء قصور الحكام وحولوا مصابيحهم إلى الشعوب قصد تنوير دربها وتوجيهها وتوعيتها وإصلاح شانها. فما من شاعر إلا ونظم في الشعر الاجتماعي فظهر الرصافي والزهاوي في العراق وشوقي وحافظ في مصر وخليل مطران في الشام ومحمد العيد في الجزائر وإيليا أبو ماضي في المهجر الأمريكي...
- بدافع إصلاحي تربوي توجه هؤلاء إلى الشعر الاجتماعي يرغبون في الفضائل وينفرون من الرذائل واعتمد الكثير منهم على الأسلوب المباشر في نقد سلبيات الناس فجاءت قصائدهم خطابية تظهر فيها الموعظة بشكل مباشر وهو ما نلاحظه في قول محمد العيد:
ا لخمر فأس خراب هدمت أسرا ***مصونة عاث فيها صاحب الفأس
ويعظم شوقي رسالة المعلم بقوله:
قم للمعلم وفه التبجيلا **** كاد المعلم أن يكون رسولا
ويدعوا إلى تعليم المرأة بقوله:
وإذا النساء نشان في أمية ****رضع الرجال جهالة وخمولا
ويؤيده حافظ بقوله:
الأم مدرسة إذا أعددتها ****أعددت شعبا طيب الأعراق
كما كتب شوقي شعرا تعليميا على لسان الحيوان كما في قصيدة الأسد والضفدع وقصيدة الحمار التي يقول فيها:
سقط الحمار من السفينة في الدجى **** فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طلع النهار أتت به **** نحو السفينة موجة تتقدم
قالت:خذوه كما أتاني سالما **** لم ابتلعه لأنه لا يهضم
-وهكذا فقد اعتمد بعض الشعراء على أسلوب غير مباشر في معالجة قضايا كثيرا ما يتناساها الناس في خضم الحياة الواسع الأرجاء من ذلك قول إيليا في نبذ التكبر:
نسي الطين ساعة انه طي ن حقير فصال تيها وعربد
وقد استعان بالأسلوب القصصي الجذاب في قصيدة الحجر الصغير إذ يقول:
سمع الليل ذو النجوم أنينا ****وهو يغشى المدينة البيضاء
فانحنى فوقها كمسترق السمع ***** يطيل السكوت والإصغاء
ومن أهم القضايا التي تناولها الشعر الاجتماعي قضية الفقر واليتم فهذا معروف الرصافي يصور حالة يتيم يوم العيد بقوله:
اطل صباح العيد في الشرق يسمع ***ضجيج به الأفراح تمضي وترجع
صباح به يكســــو الغني وليده **** ثيـــابا لها يبكي اليتيم المضيع
وهذا محمد العيد يدعو الأغنياء إلى مساعدة الفقراء بقوله:
تفاقم كرب الفقير الكسير أما عندكم من يد جابرة ؟
واستنكر خلق فتاة العصر بقوله:
ما بال سير فتاة العصر منحرفا **يهوي بها في مهاوي الإفك والزور
وقد كان للشعر الاجتماعي دور كبير في تبصير الناس وتوعيتهم وانتشالهم من نفايات الغرب وتشجيع المصلحين والمحسنين.
وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر لون شعري جديد أطلق عليه الشعر الاجتماعي الثوري فيه دعوة للجماهير لاستئصال أسباب الفقر. يقول وصفي القرنفلي:
فقراؤنا قد حطموا حكم القناعة واستفاقوا
الجوع ليس من السماء فمن إذا ؟
وهنا أفاقوا
ومضوا فمن متسولين على الرصيف لثائرين.
ضروب أو أنواع الشعر الاجتماعي:1
شعر اجتماعي تقريري *
يعتمد على تصوير الواقع الاجتماعي بأسلوب مباشر عن طريق ذكر العيوب وتحديد الدواء. 2
- شعر اجتماعي غير مباشر:
يتناول المشاكل الاجتماعية بشكل غير مباشر بالرمز والإشارة كقصائد إيليا أبي ماضي.
3- شعر اجتماعي ثوري: يدعو إلى الثورة ضد الفقر.
أما خصائصه في كالتالي :
- معالجة القضايا الاجتماعية – السهولة والوضوح . – استعمال الأسلوب المباشر البعيد عن الخيال ليكون واضحا لدى الجميع . – استعمال الترغيب والترهيب .- وإجراء المقارنة لتوضيح الحقائق .- التركيز على الآفات الاجتماعية وإعطاء الدواء الناجع لها .- الترغيب في الفضائل والتنفير من الرذائل .
وأخيرا نقول انه كان للشعر الاجتماعي انعكاسات هامة على المجتمعات العربية حيث ساهم في توضيح الحقائق وتنوير الدروب وانتشال العرب من بحر الضياع وأوحال المدنية الغربية فأصبح مجتمعا واعيا مدركا لما يحيط به من مؤامرات ودسائس تستهدف قيمه ومثله ولغته ودينه وشخصيته. لولا الشعراء لغدا مجتمعنا كحديقة تسلطت عليها الحشرات فأودت بجمالها وعطرها. لكن هذا المجتمع انتعش وازدهر بفضل شعراء الإصلاح والتنوير الذين يعرفون أن الساكت عن الحق شيطان اخرس فحولوا شعرهم لخدمة أمتهم وأوطانهم.

























07 تطور الشعر الموضوعي وخصائصه

الشعر لؤلؤة في تاج العرب طوروها وتفننوا في تشكيلها وأبدعوا في تلوينها بما يناسب كل عصر من العصور وانصب اهتمامهم في أول الأمر على الشعر الغنائي الذي يضم المدح والهجاء والفخر والوصف والرثاء والغزل..ثم ارتقى إلى.الشعر الموضوعي الذي يضم الشعر القصصي والشعر المسرحي والشعر الملحمي. وموضوعنا هو هذه المواضيع الشعرية الأخيرة. وسنستهل مقالنا بتوضيح حقيقة الملحمة.
الملــحمة *
رواية شعرية طويلة تدور حول البطولات والمواقف الجليلة في جو من الخوارق ’تهدف إلى غاية قومية أو إنسانية ’فالملحمة إذن من الفنون القصصية وما الشاعر إلا شاهد لما يروي ومن ثمة فهي موضوعية لا ذاتية. وهي شعرية لأنها تروي خوارق من صنع الخيال. وهذا العالم الخيالي لا يشاد إلا بالشعر. وهي رواية طويلة لان أحداثها ممتدة عبر التاريخ تتناول الحروب بين الشعوب والأمم ’ فهي خلاصة تراث الشعوب وأمجادها القومية وهي صلة الماضي بالحاضر ورباط الروح الوطنية بين أفراد الأمة. حتى قال بعضهم:
( إن امة خالية من الملاحم هي امة بلا روح ولا مثل عليا ولا تاريخ ).
فهي سجل لعقائد الأمة ونزعاتها وأخلاقها وهي روح الشعب وفكر الأمة. وهي ذات نزعة إنسانية لأنها تغن بالشرف والجلال والتفوق في عالم الحرية والإباء والتعالي.
والشعر الملحمي قديم في الآداب اليونانية القديمة عند هوميروس في الإلياذة والأوديسا. أما في الأدب العربي فهو فن مستحدث. ومع ذلك فقد حوى الشعر العربي القديم عناصر ملحمية تمثلت في وصف الحروب والمعارك كمفاخر عنترة وعمرو بن كلثوم والمتنبي الذي يقول في وصف معركة لسيف الدولة مع الروم:
أتوك يجرون الحديد كأنما سرو بجياد مالهن قوائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم
لكنها لم تكن أعمالا ملحمية تامة لتغلب النزعة الذاتية عليها فقد ضاعت الملحمة والجانب الوصفي تحت بريق الفخر وإبراز الذات.
أما في بداية العصر الحديث نقل سليمان البستاني إلياذة هوميروس شعرا إلى العربية. وحاول بعض الشعراء كتابة ملاحم عربية فألف شفيق المعلوف ملحمة بعنوان عبقر ومحمد توفيق ملحمة سماها *المعلقة الإسلامية *وفوزي المعلوف كتب ملحمة بعنوان * على بساط الريح *واحمد محرم كتب الإلياذة الإسلامية. وكان احمد شوقي قبل هؤلاء قد نظم قصيدة مطولة تضم 264 بيتا بعنوان* كبريات الحوادث في واد النيل *تناول فيها تاريخ مصر الفرعوني يقول في مطلعها:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
وفي الجزائر ألف مفدي زكرياء إلياذة الجزائر تعرض فيها إلى تاريخ الجزائر عن طريق ذكر أمجادها من قبل الفتح الإسلامي حتى الاستقلال من الاستعمار الفرنسي. يقول في إحدى مقاطعها:
1 تأذن ربك ليلة قدر وألقى الستار على ألف شهر
2 جزائر يا بدعة الفاطر ويا روعة الصانع القادر
خصائص الشعر الملحمي:
قبل أن نتطرق للخصائص يجدر بنا أن نميز بين نوعين من الملاحم
1- الملاحم اليونانية والغربية القديمة. 2- الملاحم العربية المستحدثة.
الملاحم اليونانية والغربية القديمة تمتزج فيها الأسطورة مع الحقيقة ويقوم بصناعة أحداثها أبطال خرافيون يتصفون بقدرات لا يتوفر عليها البشر وبأمزجة بدائية سريعة التحول والتلون.
أما الملاحم العربية المستحدثة تتناول صفحات من تاريخ الأمة العربية الإسلامية أو جانب من حياة شعوبها. فهي متقيدة بالأحداث التاريخية. وشخصياتها حقيقية صنعت فعلا هذه الأحداث. فمفدي زكرياء لم يتناول في إلياذته سوى حقائق تاريخية معروفة ليس فيها خوارق ولا مخلوقات خرافية.
إذا كان الجانب الموضوعي هو الغالب على الملاحم اليونانية إذ لا نكاد نحس بشخصية الشاعر فيها. فنحن عندما نقرا الملاحم العربية نحس بذاتية الشاعر فهو الذي يتحدث إلينا ويعبر عن أحاسيسه ومشاعره وآرائه. يقول مفدي:
ويأبى الحديد استماع الحديث إذا لم يكن من روائع شعري
كيف يتم بناء الملحمة ؟...
يتم بناء الملحمة كما يتم بناء القصة من سياق مترابط الأجزاء وهو ما يسمى بالوحدة التاليفية محورها حادث هام يدور في فلكه الأبطال تتخللها بعض المواقف الغنائية التي تعد محطات للاستراحة من تتبع سرد الأعمال والبطولات.’لاسيما أن الشعوب البدائية ميالة إلى استماع الحديث الطويل ومزج الفنون بعضها ببعض وهكذا تسير الملحمة بسردها القصصي بهدف واحد تتعدد فيه المفاجآت . كما تبدوا الملحمة بحرا واسعا تتدافع فيه الأمواج إلى حد تكاد تتكافأ فيه القوى المتصادمة فتتأزم الأمور وتتعقد ثم تنفرج بحادث مفاجئ يقود إلى الحل فيكون الختام.
* الملحمة نوعان:1 طبيعية 2 مصطنعة .
ـ الطبيعية *
تنشا في مخيلة شعب بدائي فردد ت أحداثها الالسنة وتغنت بها القلوب ثم جاءت عبقرية الشاعر فجمعت الأحداث وربطت الأناشيد وأخرجت بذلك أثرا فنيا ضخما كما هو الحال في إلياذة هوميروس واديسته.
- المصطنعة *
أما الملحمة المصطنعة أو العلمية فهي من فيض قريحة شاعر نشا في عصر تقدم وتفكير وحضارة فتناول موضوعا تاريخيا وأرسل فيه خياله مضخما فاخرج منه قصة شعرية طويلة حافلة بالخوارق وعظيم الأعمال. وهكذا فالملحمة الطبيعية مثل الملحمة المصطنعة موضوعا وبناء وعبارة وان اختلفت عنها في العهد التاريخي لظهورها وناحية طريقة ظهورها. من الملاحم المصطنعة انياذة فرجيل أو فرجيليوس الشاعر اللاتيني و هنريادة فولتير الفرنسي.
2- الشعر المسرحي:
انه التعبير الفني عن حادث من حوادث الحياة البشرية بإحياء مشهده وما يجري فيه من عمل. وهكذا فالفن المسرحي مشهد ناطق متحرك وهو على حد قول أرسطو محاكاة والمؤلف في هذا الفن يتوارى عن الأنظار ويظهر في هذا العمل الأشخاص بأفعالهم وأخلاقهم. وموضوعات المسرح الشعري إما تاريخية وإما أسطورية وإما تحليلية.
تطور الشعر المسرحي في الأدب العربي *
لم يعرف العرب قديما الشعر المسرحي إلا ما كان من أبي العلاء المعري في رسالة الغفران التي اعتبرتها الدكتورة عائشة عبد الرحمن نصا مسرحيا يعود إلى القرن الرابع الهجري. رغم احتكاك العرب قديما بالثقافة اليونانية إلا أنهم لم يحاولوا ترجمة آدابهم ذات الطابع الوثني لتعارضها مع العقيدة الإسلامية باستثناء اثرين في البلاغة والشعر لأرسطو.
ولم يظهر الفن المسرحي إلا في القرن التاسع عشر فقد حاول بعض الشعراء العرب أن يقدموا للمسرح أعمالا شعرية من ذلك ما قام به الشيخ خليل اليازجي في مسرحية * المروءة والوفاء * إلا أنها كانت محاولات ناقصة وبقي الأمر كذلك إلى أن جاء احمد شوقي الذي كانت له صلته بالأدب الفرنسي وطيدة فتأثر بالمسرح التقليدي الكلاسيكي في* استمداد الموضوعات من التاريخ القديم * واختيار الأبطال من علية القوم * وتوظيف اللغة الراقية * فكتب مجنون ليلى * عنترة * مصرع كليوباترة *قمبيز * علي بك الكبير * الست هدى وهي خمس مسرحيات درامية وملهاة واحدة. وقد استقى مادتها من التاريخ الفرعوني والعربي والمجتمع المصري في عصره. وكتب بعده عزيز أباظة *غروب الشمس * شهريار *العباسة أخت الرشيد.
ويرى النقاد أن مسرحيات عزيز أباظة أقوى من الناحية الفنية من مسرحيات شوقي. ثم كتب صلاح عبد الصبور *مأساة الحلاج *الأميرة تنتظر. عالج فيها مشكلات فلسفية واجتماعية. غير أن الشعر المسرحي ما يزال محصوله قليلا في الأدب العربي بالنسبة للشعر الغنائي.
خصائص الشعر المسرحي *
- يكتب ليعرض على الجمهور – يعتمد على الحوار – تعتمد المسرحية على عناصر أساسية هي:التمهيد أو المقدمة والعقدة والحل.
في التمهيد يعرض الشاعر الشخصيات والموضوع والزمان والمكان ويشترط فيها أن تكون موجزة مجملة تلمح إلى الموضوع تلميحا من غير تفصيل ولا كشف للمجهول ويتم ذلك عن طريق الحوار.أما العقدة فهي العنصر الأساسي في بناء الحبكة الفنية وهي تنطوي على اشتباك الوقائع والأحداث والمصالح والمنازع والمفاجآت والتحولات مما يبعث الشك في صدور المشاهدين والقلق والتطلع إلى الحل.
الحل *وهو خاتمة المطاف والنتيجة التي تصل إليها أحداث المسرحية فتنحل العقدة ويتضح مصير البارزين من أبطال المسرحية ويكون مفجعا في المأساة وسعيدا في الملهاة.
وينصح نقاد المسرحية بان يكون الحل متفقا مع مشاعر الجمهور مرضيا لكل توقعات النفس البشرية لكن البعض لم يلتزم بهذه النصيحة بحجة أن الحياة ليست دائما كما نتوقع. والى جانب هذا تنقسم المسرحية إلى فصول ومشاهد أو مناظر. الفصول هي المراحل الكبرى للعمل والمشاهد هي أجزاء الفصل.والفاصل بين فصل وفصل تسمى استراحة.
3-الشعر القصصي : إن الشعر القصصي قصة تقدم شعرا أو هو شعر موزون مقفى يقدم قصة قصيرة متكاملة الأجزاء متناسقة العناصر.
تطـوره *
الشعر العربي القديم يعنى بإبراز عواطف الشعراء الذاتية وتحديد مواقفهم من الحياة وقلما يلتفت إلى غير ذلك وهو ما جعل الشعر القصصي والمسرحي والملحمي قليلا. وما وجد فانه عبارة عن بذور لعناصر قصصية كما هو الشأن بالنسبة لقصيدة * من قصص الكرم *للحطيئة والتي يقول فيها *
وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما
أخي جفوة فيه من الإنس وحشة يرى البؤس فيها –من شراسته – نعمى
إنها قصة ضيافة بدوية عرضها الحطيئة تامة الجوانب مكانها الصحراء وزمانها الليل أشخاصها أسرة فقيرة جائعة يقبل عليها ضيف عقدتها تتمثل في قدوم الضيف وعدم توفر الغذاء وتزداد تعقدا بالتفكير بذبح الابن ويأتي الحل بظهور قطيع من الحمر الوحشية وتنتهي القصة نهاية سعيدة. وقد تنوعت الأساليب فيها.
أما في العصر الحديث *
فقد لجا إلى القصة أو الأقصوصة كثير من الشعراء على رأسهم المجددون في الشعر وقد أعانهم الأسلوب القصصي على تحقيق مبادئهم في تحقيق الوحدة العضوية في الشعر. وكان المحافظون قبلهم قد حاولوا الكتابة في القصة كما فعل شوقي في شعره التعليمي يقول في قصيدة الأسد والضفدع **
قالوا: استوى الليث على عرشه فجيء في المجلس بالضفدع
وقيل للسلطان: هذي التي بالأمس آذت عالي المسمع
تنقنق الدهر بلا علة وتدعي في الماء ما تدعي
فانظر إليك الأمر في ذنبها ومر نعلقها من الأربع
فنهض الفيل وزير العلا وقال: يا ذا الشرف الأرفع
لا خير في الملك وفي عزه إن ضاق جاه الليث بالضفدع
فكتب الليث أمانا لها وزاد أن جاد بمستنقع
أما المجددون فقد أحسنوا استعمالها واستغلالها وخاصة بعد أن عرفوا القصة الغربية بخصائصها الفنية فكتب إيليا أبو ماضي الحجر الصغير والتينة الحمقاء التي يقول في مطلعها:
وتينة غضة الأفنان باسقة قالت لأترابها والصيف يحتضر
وقد شاعت القصص الشعرية كثيرا في دواوين المتأخرين من الشعراء.
خصائص الشعر القصصي:
الشعر القصصي قصة تقدم شعرا ويتسم هذا النوع من الشعر بتوافره على العناصر الفنية الأساسية للقصة وهي:السرد:ويشتمل على تقديم أحداث القصة. الوصف: ويحتوي على إبراز سمات أشخاص القصة وبيئتهم. الحوار:وهو ما يجري على السنة أشخاص القصة من حديث واستخدام هذه العناصر يتطلب التنويع في أدوات التعبير من استفهام إلى تعجب إلى أمر أو نهي...
وما دامت الحياة دائمة التطور والتلون والتبدل فالأدب جزء من هذه الحياة لا بد أن يلامسه التطور حتى يواكب العصر. والشعراء العرب لم يتركوا فرصة قد تخدم أدبنا ألا أحسنوا استغلالها من اجل التغيير وإعطاء نكهة جديدة لشعرنا وإضافة أحجار كريمة إلى تاجنا المرصع الجميل.
بالتوفيق ان شاء الله





08 القالب الشعري
الحياة كالنهر دائمة التطور والأدب العربي جزء من هذه الحياة المتغيرة والمتبدلة. والمتتبع لهذا النهر السائر يلاحظ أن تطور الأدب العربي كان شكلا ومضمونا.فهناك أغراض جديدة ظهرت وقوالب جديدة غيرت شكل الشعر العربي .. فوقف الناس منه موقف المعجب المنبهر أو الساخط الرافض.أما نحن كدارسين فلن نؤيد هذه الفئة أو تلك إلا بعد أن نستعرض التغيرات التي طرأت على الشعر العربي من حيث الشكل أي الوزن والقافية.
حافظ الشعراء على الوزن والقافية محافظة كبيرة خاصة في الفترة التي كان تسجيل الشعر فيها يعتمد على الذاكرة.
وترجع بداية التجديد في الشعر إلى العصر العباسي وتجلى ذلك في الموشحات التي نشأت بالأندلس في أواخر القرن الثالث الهجري حيث كانت الحاجة ملحة إلى لون شعري جديد يواكب الموسيقى والغناء ويتماشى مع طبيعة أهل الأندلس الممتزجي الثقافة. فظهر الموشح الذي تنوع فيه الوزن وتعددت فيه القافية.
- في بداية العصر الحديث حرص المحافظون على قالب القصيدة العربية القديمة من حيث الوزن والقافية. وان ظهرت عندهم بعض الاتجاهات نحو تقليد الموشح الأندلسي كما فعل احمد شوقي في بعض قصائده.
- أما المجددون فقد مالوا إلى التحرر من الوزن والقافية وثاروا على شكل القصيدة التقليدية العمودية.
فماذا نقصد بالقصيدة العمودية أو التقليدية أو الاتباعية ؟.
إنها تعني قصائد الشعر الجاهلي خاصة المعلقات التي لها طريقة معينة تسير عليها ولا تحيد عنها. تبدأ بالوقوف على الأطلال أو الغزل ’ ثم البكاء على الأحبة الراحلين ’ ثم المدح أو الهجاء والوصف وبقية الأغراض الأخرى.
أما في العصر الحديث فأصبحت كلمة الشعر العمودي تعني الطريقة الشكلية العروضية التي اتبعتها القصيدة العربية عبر التاريخ. فالبيت الواحد المكون من شطرين متساويين هو الوحدة الأساسية للقصيدة نلاحظ ذلك في قول ابن زيدون:
أضحى التنائي بديلا عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
الشطر الأول الشطر الثاني
القصيدة من بحر البسيط وتفعيلاته هي: مستفعلن فاعلن تتكرر بالتساوي في الشطرين إلى نهاية القصيدة.
لكن المجددين ثاروا على هذا الشكل التقليدي. وقد اتخذ تطور الوزن اتجاهين:
1- من الشعراء من استخدم الأوزان العروضية القديمة مع تصرف فيها وهذا ما نلاحظه في قصيدة* الصباح الجديد *لأبي القاسم الشابي:
من وراء الظلام وهدير المياه
الأبيات من بحر المتدارك وتفعيلاته هي فاعلن ثماني مرات لكن الشابي لم يستعمل إلا أربع تفعيلات. فاعلن فاعلن في الشطر الأول ونفس الشيء في الشطر الثاني.
2 – التزم الشعراء بوحدة التفعيلة ولم يلتزموا بعددها في كل بيت فمرة أربع تفعيلات ومرة تفعيلة واحدة وهكذا...
وهذا ما نلاحظه عند الشاعر الفلسطيني سميح القاسم:
يا عدو الشمس..
في الميناء زينات وتلويح بشائر..
وزغاريد وبهجة..
وهتافات وضجة..
يطلق على البيت في الشعر الحديث اسم* السطر *والسطر يتألف من عدد غير ثابت من التفعيلات . فقد اعتمد الشاعر على تكرار تفعيلة *فاعلاتن * بشكل مختلف في كل سطر شعري.
وهذا النوع بالذات أطلق عليه النقاد اسم* الشعر الحر *لكنها تسمية غير دقيقة والأقرب إلى الصواب هو الشعر الحديث أو شعر التفعيلة وهذه التسمية الأخيرة أدق لان في التحرر من الوزن والقافية عداوة لفن الشعر وميل نحو الركاكة والإسفاف.
لهذا نقول أن الشعر الحديث لم يبتعد كلية عن الشعر العمودي القديم بل أنهما يكادان يلتقيان ويتصافحان. فشعر التفعيلة مقيد بضوابط كثيرة من حيث الشكل والمضمون.وللتأكد من التقارب الشديد بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة سنتعرف أكثر على شكل القصيدة الحديثة من الناحية العروضية. وقبل ذلك علينا أن نتعرف على مصدر هذا الشعر.اهو اقتباس من الغرب ؟ أم أن جذوره تعود إلى أصول عربية قديمة ؟إن الباحث في تاريخ الشعر العربي يجد بذرة الموسيقى الحديثة* موسيقى التفعيلة *في شعر الموشحات التي تعد إرهاصا سابقا لتجديد الموسيقى الشعرية.
خصائص الشعر الحديث:
ركيزة الشعر الحديث هي التفعيلة التي تقوم مقام الشطر وتبقى موسيقى البحر أو الوزن كما هي كل ما في الأمر أن هذه النغمة لم تعد تتمثل في البيت الشعري الذي يحتوي على شطرين متساويين. إنما هي مجموعة تفعيلات قد تقل وقد تكثر في كل سطر حسب الإحساس والنفس الشعري. بالإضافة إلى تنوع القافية وتغير الروي. وينطبق هذا على قصيدة الشاعر الجزائري أبي القاسم سعد الله:
من اللهب الأزرق.
ومن حمرة الشفق.
ولون الدم المهرق.
سيصحو الربيع.
القصيدة من بحر المتقارب لكن الشاعر تحرر من رتابة الاشطر المتساوية والقافية الموحدة والروي الواحد. وقلة هم الشعراء الذين استطاعوا أن يضبطوا موسيقى شعر التفعيلة ويتخطوا اللجة وسط هتاف المؤيدين وضجيج المعارضين ومن هؤلاء العمالقة* نازك الملائكة* وسميح القاسم* وبدر شاكر السياب* ومحمود درويش* ونزار قباني *والبياتي...
نستخلص إذن أن الشعراء لم يبتكروا بحرا جديدا إنما هو فقط تحرر من الرتابة ومحاولة للخروج عن المألوف...
وهل تحرر الشعراء المعاصرون كلية من القافية ؟ نقول لا. وإنما لونوها ونوعوا فيها ولم يلغوها من أشعارهم لان القافية هي التي تشدنا إلى القصيدة فلا يمكن الاستغناء عنها والا خرجنا من دائرة الشعر إلى النثر الفني. والقافية المتغيرة في شعر التفعيلة هي التي تشد القصيدة بخيط دقيق يجعلنا نعجب لهذا النغم الجديد المتنوع كقول نازك الملائكة:
1 في دجى الليل العميق
رأسه النشوان القوه هشيما
وأراقوا دمه الصافي الكريما
فوق أحجار الطريق
2 وعقابيل الجريمة
حملوا أعباءها ظهر العمود
ثم القوه طعاما للحود
ومتاعا وغنيمه
القصيدة من بحر الرمل وهذا التلوين في عدد التفعيلات كان حسب توتر الفكرة لدى الشاعرة وحاجتها إلى التعبير وهي لم تستغن عن القافية وإنما غيرتها من سطر لآخر.
وفي الشعر الحديث هناك نغمة الجملة أو المقطع الكامل الذي يقوم مقام البيت الواحد في الشكل والمضمون يبدو ذلك في قصيدة سعيد عقل:
اركض خلف الوطن المسجون
في غابة الأعراس في طفولة الأجراس
استنفر الأهداب والظنون
حول سرير العشب والحصاد
وأسرج الأفراس
وهناك من جعل الجملة الموسيقية رباعية كما لاحظنا في قصيدة نازك الملائكة.
الشعرالمرسل * وهي محاولة للتحرر كلية من قيود القافية يظهر هذا في قصيدة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان.
في الليل إذ تنعس روح الوجود
يخطفني شيء وراء الفضاء كأنما يحملني في الخفاء
ضبابة تسير في تيه
الشعر المرسل يصلح للملاحم والشعر المسرحي لأنها تحتاج إلى حرية كبيرة لتصوير الأحداث والشخصيات. والشعر المرسل ما زال نابيا ينفر منه الذوق العربي. وقد بالغ بعض دعاة التطور في الشعر فتحررا من الوزن والقافية تماما فخرجوا بذلك من دائرة الشعر.
ما زالت قضية تطور الشعر من حيث القالب موضوع دراسات ومناقشات ومهما قيل عنها فقد أكسبت الشعر العربي الحديث تعددا في الأشكال وخصوبة في الأفكار فأصبح مسايرا لنهضة الشعر العالمي.

2مقالات ادبية  الجزء 4 Empty رد: مقالات ادبية الجزء 4 الخميس يونيو 06, 2013 9:39 pm

imad



بارك الله فيك

3مقالات ادبية  الجزء 4 Empty رد: مقالات ادبية الجزء 4 الجمعة يونيو 07, 2013 12:04 am

samir

samir
Admin

merci

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى